الأربعاء، 30 يوليو 2008

الإسلام: اتهامات من مدانين


الإسلام: اتهامات من مدانين

منذ نشأة حركة الاستشراف ومهاجمة الإسلام وسيل الاتهامات له لم تتوقف، لكنها تطورت وتصاعدت، فقد بدأت باتهامات تقليدية ومنها أن الاسلام انتشر بالسيف ووصلت إلى حد اتهامه بالمغالاة، تلك المصطلحات الجديدة التي دخلت في قواميس اللغات الحية ملتصقة ومعرفة للدين الإسلامي.

ومن مظاهر الهجوم العنيف والذي أخذ صورته العسكرية بعد أن مهدت الأرض له، هو ما صاحب الهجوم من احتضان لكل دعوة ضد الإسلام أو هجوم عليه من قبل الكتاب والمفكرين من بني جلدتنا، مثل الدكتور أبو زيد الذي حكمت المحكمة في مصر بردته أو مثل سلمان رشدي الذي أهدر دمه, فقد وجد هؤلاء الملاذ في البلاد الغربية بدواعى حرية الرأي ووجدوا أيضا الدخل المادي المرتفع والوظائف والحماية ليفرغوا لمهمتهم!! ، البعض اتهم الغرب بالنفاق والغرب يدعي حمايته للحريات، لكنني أرى الأمر على وضع مختلف، فالغرب يفعل هذا ضمن منظومته المتكاملة للهجوم على الاسلام، وأزعم أن الأمر لا هو نفاق في التعامل مع الشرق كما يظن بعض مفكرينا ولا هو حماية للحريات.كما تدعي الدول الغربية.

أعجب ما في الأمر هو أن دعوى الغرب بعنف الاسلام والتي تطورت من دعوته بانتشار الاسلام بحد السيف لم تجد ردا يناسب روح العقيدة الاسلامية، بل كانت المسألة كما أرى هى مجرد الدفاع عن الاسلام وكأنه متهم! هى محاولات ومرافعات محامين ضد دين وضعه الغرب في قفص الاتهام وهاجموه بكل الوسائل الممكنة، بعض المفكرين قالوا أن معارك الاسلام أتت دفاعية وليست هجومية، بعض المؤرخين قالوا بأن المعارك في الاسلام بناها الرسول على قاعدة أن خير للوسيلة للدفاع هى الهجوم، لم أقتنع بكل الدفاعات المقدمة من مفكرينا، وأزعم أنها وسائل دفاعية عن متهم، استخدمت الادلة التاريخية والقرانية لتدلل على نظرية غير موجودة إلا في ذهن صاحبها ابتدعها للرد على الاسلام، لكن أحدا لم يبحث في نظرية الحرب في الإسلام ليقدمها ناصعة كما أتى بها الرسول، دون محاولة دفاع أو خجل!!

شعرت من خلال بعض الكتابات بأن هناك عيبا في الاسلام يحاولون مداراته، أو هناك تأثر بالنظرية الغربية يحاولون على استحياء تبديده بنظريات هى أقرب ما تكون للدفاع منها لمحاولة الوصول لجوهر المسألة كام أتت في الإسلام، فالاسلام رائع، على المستوى النظري والعملي، لاشئ يمكننا الخجل منه أو الدفاع عنه، بكل فخر وعزة وحب نبحث في هذا المقال عن الفكر وراء نظرية الحرب في الإسلام.

لا أعتقد أن للذين يهاجمون الاسلام الحق بحكم تاريخ نشرهم لدينهم أن يهاجموا أي نشر دين أخر حتى لو كان انتشاره بالقوة كما يزعمون، فتاريخهم ملوث بالدماء وصفحاتهم مليئة بمقابر الموتى والضحايا من أجل نشرهم للمسيحية التي بدأت على يد قسطنطين في في أوائل القرن الرابع الميلادي الذي اضطهد اليهود فجدع أنوفهم ونفاهم عن أوطانهم، كما أعمل الامبراطور ثيودوسيوس السيف في اليهود والوثنيين على السواء وحطم المعابد وقتل أصحاب الديانات الوثنية واليهودية، وتبين صورة الكهف في القران الكريم صورة من صور الاضطهاد في ذلك الزمان وهى تحكي أهل الكهف الهاربين بدينهم من الاضطهاد. كما أن دولا بكاملها أرغموا على اعتناق النصرانية مثل مصر


وظل الاضطهاد والتنكيل بمن لا يعتنق الوثنية منتشرا في أوروبا فانتشرت المسيحية بالسيف والدم بين قبائل السكسون وانتشر التعذيب واستمرت المعاناة.

وبعد أن دانت أغلب أوروبا بالمسيحية وسقطت الأندلس حصل المسلمون على نصيبهم من التعذيب والتنكيل فنالت منهم محاكم التفتيش التي يقول عنها جوستاف لوبون: يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع ، و اقترح القس بليدا قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد ، بما في ذلك النساء و الأطفال ، و هكذا تم قتل أو طرد و ثلاثة ملايين عربي، و كان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مائة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه ، و كان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف ، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى ، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. ناهيك عن مذابح الصليبيين في بلاد الشام زمن الحروب الصليبية وخاصة مذبحة بيت المقدس عند فتحها حتى وصفها أحد الكتاب المعاصرين الذين عاصروا تلك الواقعة بأن خيول الصليبيين قد غاصت في دماء أهل المدينة من المسلمين والمسيحيين على السواء حتى ركبها!!
ولم يسلم أهل البلاد التي احتلها البرتغاليون وغيرهم خارج أوروبا من القتل والتنكيل إذا لم يتركوا دينهم ويعتنقوا المسيحية، لقد رفع قائدهم السيف في يد والإنجيل في الأخرى في الفلبين بعد نزول جيشهم بها، فتنصر العديد من أهل البلاد من المسلمين، وقاتل آخرون حتى أذاقهم المحتل سوء العذاب.

الغريب أن الأباطرة ورجال الكنيسة كانوا يأمرون ويفرحون لتلك المذابح رغم أن تعاليم المسيحية لا تأمر إلا بالتسامح؟! فمن أين تأتي تلك التعليمات إذن؟ أهي رغبات شخصية لأصحابها أم هى المسيحية نفسها؟ ومن يمكنه اتهام المسيحية بأنها دين دموي انتشر بحد السيف؟ لم نسمع عن هذا من قبل ولم نفعله أيضا، ولا حتى اتهمنا الذين يقترفون تلك الفظائع فهم أقوام متحضرون، يحرقون الآخرين ويذبحونهم من أجل توعيتهم وتعمير بلادهم ونشر الوعي والفكر والثقافة بينهم!! هكذا يقولون، وهكذا فعلوا بعد قتلهم لمليون ونصف مسلم في العراق في الحرب الصليبية الجديدة.

المسألة الأولى إذن هو أن من يتهم الإسلام بالعنف في الواقع لم يكن له أن يفعل إن كان لديه حياء بعد كل هذا التاريخ المستمر حتى الآن من الدموية والعنف والتدمير والحروب ومعاناة الشعوب مما تقترف أيديهم.

المسألة الثانية هو أننا يجب أن نتعرف على نظرية الحرب في الإسلام، وأتعجب من ذهاب المفكرين كل مذهب دفاعا عن الإسلام في تلك النقطة وكأن هناك ما يعيب، نستحي منه ونحاول تجميله أو الدفاع عنه، بينما مارسه المسلمون طوال قرون عديدة وكان مصدرا لعزهم وتمكينهم وقوتهم، فلم نسمع أو نقرأ خلال هذا التاريخ عما سمعناه من ان الحروب في الإسلام للدفاع أو أن خير وسيلة للدفاع هى الهجوم ( وهى من أفضل ما وجدناه!!) وكثير من الدفاعات الغريبة الضعيفة التي يكتبها أصحابها على استحياء بخجل في دفاع واهن عمن لا يريد دفاعا!!

الله فطر الانسان، ويعرف أن الحرب ضرورة له ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، لذا قام بتنظيمها بشكل يليق بأهدافها وفعالياتها وحفظ كرامة الإنسان فيها غالبا ومغلوبا، وهو ما أزعم بأن أحدا لم يفعله قبل الإسلام بتلك الصورة المنظمة الرائعة التي يقول عنها البارون "دي توب": (وهذه هي مختلف القواعد الشرعية الإسلامية التي عمل لها لتخفيف وطأة الحروب من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر للميلاد، فهي إذن أسبق بأمد طويل على الأفكار والمبادئ القانونية المماثلة والتي بدأت تشق طريقها خلال الهمجية التي استولت على الحياة الدولية الأوروبية خلال القرن الثالث عشر مما يدل على أثر القواعد الإسلامية في القانون الدولي الأوروبي.

للحرب في الإسلام تقسيمات مرتبة حسب الهدف، يجمعها ويوحدها أخلاقيات الحرب في الإسلام فأهداف الحرب في الإسلام هي:
1- حفظ أنفس المسلمين وديارهم وأرضهم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" ، ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"، وقال النبي الكريم: إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" فقيل: "يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟" قال: "إنه كان حريصًا على قتل صاحبه"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة" وقال أيضا عليه الصلاة والسلام "لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا"
2- أن يكون الحكم في الأرض ما أنزل الله
(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) سورة المائدة 44

(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة المائدة 45

(وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة المائدة 47

3- فتح باب الحرية للشعوب لاختيار العقيدة التي يؤمنون بها
النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل علياً لفتح حصون خيبر وجهه قائلاً: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلاً بك خير لك من أن يكون لك حمر النعم"

فحرص الإسلام على فتح البلاد ليس من أجل فرض الإسلام عليهم، بل لإعطائهم الحرية لاختيار الدين (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) سورة يونس 99

لقد فتح العرب مصر، ساعدهم المصريون في الفتح وراسلوهم قبله، رغم أن الرومان الذين كانوا يحتلون مصر في ذلك الوقت على ديانة المصريين المسيحية، لكن العدل الذي سمعه المصريون عن المسلمين دفعهم الى مراسلتهم ومساعدتهم على فتح بلادهم، ولم يدخلوا في الاسلام الا بعد سنين طويلة للغاية نعمت فيها مصر بحكم الاسلام العادل الذي وفر حرية الاديان ولم نسمع عن قصة واحدة عن فرض الاسلام بالقوة على من لا يؤمن به فيها بعد هذا

وقسمت الحرب إلى:
- حرب الدفاعية
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين, واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين, فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم, وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين, الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما أعتدي عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) البقرة 190-194

(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير, الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوى عزيز) الحج39ـ 40

(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون, فأن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون, وإن نكتوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر أنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون, إلا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه أن كنتم مؤمنين, قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة: 10: 14

- الحرب الهجومية

لنصرة المظلوم حيث قال الله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا آخر جنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك وليا وأجعل لنا من لدنك نصيرا) النساء: 75

لفتح البلاد التي لا يدين حكامها بالاسلام (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف أليكم وانتم لا تظلمون) الأنفال: 60

والهدف من تلك إخضاع الأرض لله، وتوفير الحماية الكاملة والحرية لمن يرغب في اعتناق الإسلام أو البقاء على دينه

آداب الحرب في الإسلام:
يلخصها الاستاذ مروان أبو بكر فيقول: إن الحرب كما سبق أمر قدري لا محيد عنه، فكما أن السلم موجود، فكذا ضده موجود، والإسلام قد استقبل هذا القدر الكوني بمجموعة من التشريعات سبق إليها أدعياء الحضارة بمراحل، وتميز عنهم أيضاً في التزام أهله بها، ويمكن أن نوجز الحديث عن هذه الأخلاقيات في هذه النقاط:1- لا يقتل إلا المقاتل فقد نهى الإسلام عن قتل غير المقاتلين، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة: 190، قال الشوكاني: "وقال جماعة من السلف: إن المراد بقوله: (الذين يقاتلونكم) من عدا النساء والصبيان والرهبان ونحوهم".وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولاتقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"وعن نافع أن عبد الله رضي الله عنه أخبره "أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان"2- النهي عن قتل المدبر والإجهاز على الجريح، عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "ألا لا يقتل مدبر ولا يجهز على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن"3- النهي عن الغدر والمثلة –تشويه الجثث- كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اغزوا باسم الله وفي سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولاتقتلوا وليدا"4- النهي عن التدمير والتخريب من غير حاجة، عن صالح بن كيسان قال: لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع خرج أبو بكر رضي الله عنه معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد: "يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل"، فقال: "ما أنت بنازل وما أنا براكب، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون بلاداً تؤتون فيها بأصناف من الطعام، فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها، وإنكم ستجدون أقواماً قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع، فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم، وستجدون أقواماً قد اتخذ الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيراً هرما،ً ولا امرأة، ولا وليداً، ولا تخربوا عمراناً، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نخلاً ولا تغرقنه، ولا تغدر، ولا تمثل، ولا تجبن، ولا تغلل، (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحديد: من الآية25. أستودعك الله وأقرئك السلام"5- إكرام الأسير قال الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) الإنسان: 8، قال البيضاوي: "مسكينا ويتيماً وأسيرًا يعني أسراء الكفار فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول: أحسن إليه"
فهذه بعض مظاهر سماحة الإسلام حتى التي شملت حتى ساحات الوغى ووسعت حتى من حمل السلاح راجياً أن يطفأ نور الله، فهل ثمة مقارنة بين ما نراه من الصليبين واليهود وأشباههم اليوم في حربهم على الإسلام الموسومة تمويهاً بالحرب على الإرهاب؟.هذه هي بعض ملامح الحرب في شريعة الإسلام الغراء التي ضيقت من نطاقها، وعالجت آثارها، فهل من وجه للمقارنة بينها وبين الحرب التي يشعلها طغاة اليوم فلا تبقي ولا تذر.

وعلى هذا فان الاسلام لم يفرض الحرب للدفاع فقط، والا ظلت المدينة المنورة تدافع عن نفسها حتى اليوم، بل فرض الحرب هجوما كما فرضها دفاعا، ونحن كمسلمين نفخر بهذا فهى امة قوية عزيزة قامت لتمكن لدين الله في الأرض هجوما ودفاعا، بحروب تحترم فيها كرامة الانسان مهما كانت ديانته وتوقر فيها المرأة وتعطف على الأطفال وتبقي على الأشجار.

هل استطاع الغرب الذي يهاجم الاسلام أن يكون بهذا النبل في الأهداف والوسائل؟ قطعا لم يحدث هذا، فأهدافه هى نهب خيرات بلادنا وفرض ثقافته الدينية أو الفكرية على شعوبنا، أما وسائله فهى الاسلحة المحرمة والغير محرمة ولتبرير حملاته يقول أحيانا إنها لإنقاذنا من التخلف وتعمير بلادنا التي لم نستطع تعميرها بتخلفنا، أو لانقاذ البشرية من شرورنا النووية التي ننوي امتلاكها!! عجبا للدولة الوحيدة التي أطلقت القنبلة النووية على اليابان تقيم الحرب على العراق وإيران لشكها فى امتلاكهما أو سعيهما لامتلاك القنبلة النووية!!

الحروب في الإسلام لإخضاع كل الحكام الذين لا يحكمون بما انزل الله للجزية، او فتح بلادهم عنوة وإطلاق الحرية للعباد لاختيار دينهم بأقل عدد ممكن من الضحايا ووسائل محترمة شريفة أتمنى لو يصل الغرب لرقيها وهو يدعي الحضارة ولا نرى سوى سفك الدماء لملايين البشر لاهداف خبيثة بوسائل غير شريفة. وعجبا لهم يتهمون الاسلام بعد هذا بالمغالاة !!

ليست هناك تعليقات: