الأربعاء، 30 يوليو 2008

مطالب حركة 6 أبريل بين الأمل والألم


مطالب حركة 6 أبريل بين الأمل والألم

بقلم سلامة جاهين

انعقد مؤتمر حركة 6 أبريل يوم 28 يونيو 2008 في نقابة الصحفيين، وقد جاءت توصيات المؤتمر كما يلي:بعد اقتراحات ومناقشات عديدة من جانب العديد من علماء مصر ومثقفيها وشبابهاتم التوصل إلى التوصية والمطالبة بالنقاط الآتية :أولا : منع الممارسات الاحتكارية
ثانيا : تحقيق الاكتفاء الذاتيثالثا : ربط الأجور بالأسعار
رابعا : منع تصدير الغاز لإسرائيل نهائيا وطلب كشف بأسعار باقي السلع المصدرة للخارج ومدى مطابقتها للأسعار العالمية .

كان متوقعا كالعادة حدوث المضايقات الأمنية، لكنه سمح لهم في النهاية بعقد مؤتمرهم الأول في حضور عدد من المثقفين والشعراء.

ورغم ما تعانيه حركة 6 أبريل من مشاكل داخلية وضغوط خارجية فان هؤلاء الشباب مازالوا يصرون على استكمال الطريق ومواصلة المشوار رغم كل ما فيه من عقبات والآم مبرحة تؤرقهم بل وتوجعهم أيضا، فهمومهم باتت أكبر من المحتمل، فهم يتلقون تعليما يعلمون انه لن يفيدهم في حياتهم العملية، ويواجهون البطالة كما يواجه احدنا الموت فيفتحون له صدورهم في شجاعة وخوف أيضا، ويعانون من التهميش وسوء المعاملة، وعدم الاهتمام بآمالهم وأحلامهم حتى ولو القليل منها، ورغم أن الشباب في كل مكان يحمل معه المسئولية والأمل والنهضة في البلاد الأخرى، نجد أن شبابنا يقعون تحت وصاية الدولة ويعاملون كأطفال صغار، فليس مسموحا لهم الكلام، ولا العمل ولا إثبات الذات ولا تحمل المسئولية، قديما كان المسئولون يطلقون فرقعات في الهواء حول دور الشباب في نهضة الأمة ومستقبلها كلما لزم الأمر، كنا نعلم أنها غير حقيقية وهم أيضا يعلمون، أما اليوم فقد خلت حتى تصريحاتهم من تلك الفرقعات، أصبح إهمال الشباب هو السياسة العادية المتبعة بالنسبة للدولة رغم أنهم هم الطاقة والوقود للحركة والنهضة، لكنهم لا يريدون للنهضة أن تحدث ولا للطاقة أن تتحرك، بل اخمادها هو ما يريدون.

ورغم عدم اكتمال التجربة بالنسبة لشباب 6 بريل فهم مازالوا بعد يحاولون ويتعلمون الا نهم مصممون على استكمال المسيرة، فقد غيروا إستراتيجيتهم وخرجوا إلى النور بدل العمل من وراء الشاشات والدعوة إلى المظاهرات من خلال الانترنت، وتعتبر هذه خطوة مفصلية في عمل الحركة، تركهم من تركهم عندما اتخذوا هذا القرار، لكنهم فعلوها، شجع بعضهم البعض، تغلبوا على مخاوفهم وخرجوا للملأ يخاطبون الرأي العام ويعلنون أنهم لن يسكتوا، وان لهم مطالب في بلادهم لا بد لهم من الحصول عليها، حتى وان كانت في الحد الأدنى الذي من الممكن أن تقبله السلطة.

كان المؤتمر من وجهة نظري صرخة تعبير عن الرفض، وعن الألم والأمل أيضا، هم يعرفون أن شيئا من مطالبهم لن يستجاب له، فالنظام يصمم على المضي في طريق إهدار إمكانيات الدولة وإذلال المواطن والتعاون مع إسرائيل بكل أشكال الخيانة الممكنة حفاظا على مصالحه الشخصية، هم يعرفون هذا ويقولونه في حواراتهم ويعرفون أن مطالبة الظالم بالحق لن تجدي، لكنها صرخة في وجه الظالم يصرون على أن يصرخوها، على أن يرفعوا أصواتهم، واختاروا نقابة الصحفيين لأنهم يريدون أن تصل تلك الصرخة للناس، لكل مصر فربما توقظهم تلك الصرخات.

وفي سبيل تلك المطالب قاموا بتقديم الحلول الممكنة المتبناة من وجهة نظرهم لعلماء أجلاء قاموا بتقديم تلك الحلول، هم لديهم الأمل في أن يحدث شئ، فإما أن يتبنى النظام بعضا من مطالبهم ولو القليل منها وإما أن تكون لصرخاتهم صدى فى مصر فيستيقظ الناس، او جزء منهم.

هذا المؤتمر بعد الدعوة للمظاهرات التي قدمها هؤلاء الشباب ولاقت صدى واسعا في مصر، لكنهم غيروا استراتيجيتهم ونزلوا واقعيا للأرض في خطوة أكثر شجاعة وخطورة أيضا ليقدموا رؤية قد تتلاقى مع رؤى أخرى للمعارضة فتكون نقطة قوة ضد الظلم الفادح الذي يلاقيه هذا الشباب المطحون بشكل لم يحدث فالجبال قد لا تحتمل ما رماه النظام على ظهورهم، إنها صرخة فى محيط معارضة أكبر لهذا النظام تحمل في طياتها الأمل في التغيير والألم مما يحدث.

ليست هناك تعليقات: