الأربعاء، 30 يوليو 2008

المدونون في مواجهة الحكومة


المدونون في مواجهة الحكومة


أتمنى أحيانا أن أجد عقولا تباع في سوق قطع الغيار لكي استبدل عقلي ، ربما افهم شيئا، فقد تعبت بالفعل في فهم ما تفعله الحكومة، ربما تستطيعون انتم ان كان لدى احدكم العقل الذي أبحث عنه أن يفهمني ما يحدث.

انتهى عصر الإعلام الموجه منذ وقت ليس بالقليل في عصر التكنولوجيا المتسارعة التي تدهمنا يوما بعد يوم، لكنه في بلادنا مازال يعمل، وبالرغم من إن أحدا لم يعد يشاهد القنوات الفضائية المصرية ولا التليفزيون المصري أيضا إلا أنهم مازالوا ينفقون ملايين الشعب الجائع للإنفاق على الإعلام الموجه الذي تخلف كثيرا عما يحدث في العالم من حولنا، ومازال الإعلام الذي يسير كالسلحفاة في عصر التكنولوجيا المتسارعة يخاطب الناس بعقول مائة عام مضت، فلا هو يستطيع التأثير ولا هو يوفر النفقات الهائلة التي تنفق عليه ومازال يعيش في كهوف العصور السحيقة

اخترقت الفضائيات عالم الاعلام فقضت قضاء مبرما على التليفزيونات المحلية وخاصة بعد انتشار الساتلايت وهبوط أسعاره وأصبحت في كل بيت تقريبا، ثم جاء دور الانترنت التي بدأت هادئة، وفي العالم كله هادئة وفعالة ومفيدة، أما في بلادنا فبدأت هادئة ثم صادمة للسلطات التي مازالت تصر على قمع الأصوات المعارضة والتي لا تسمح ألا بالقليل منها للتنفيس لكي لا يحدث الانفجار، أو هكذا يعتقدون هم، وتدرجت الأصوات على الانترنت حتى تطور الأمر الى المدونات التي أحدثت صداعا غير عادي للسلطات ومواقع أخرى هزت في أفكارها الحرة تلك السلطات المتخلفة التي لا تؤمن بان الرأي الاخر قد يحمل فكرا او خيرا لبلادنا، مثل موقعى الفيس بوك واليوتيوب.


أصبح المدونون بحق أعلام الإعلام في عصرنا الحالي، واستطاعوا أن يوصلوا كلمتهم للرأي العام واختراق كل عوالم الصمت التي تفرضها السلطات، وخاطبت الجمهور المصري في الداخل فنقلت له الحقيقة ووجهة النظر الأخرى، كما نقلت للعالم ما يحدث في الداخل وتتكتم عليه السلطات، احتاج الأمر من السلطات المصرية مجهودا إضافيا لمتابعة المدونين وملاحقتهم والقبض عليهم وتعذيب بعضهم، كما حاولوا ومازالوا غلق المدونات، هم لم ينجحوا ولا أظنهم يفعلوا فان الجديد دائما ما يكتسح القديم، هذه طبيعة الحياة واحد قوانينها التي بسببها قد تنهار الحكومة قريبا لمحاولة مقاومتها بدلا من استغلالها في المزيد من الإصلاح-إن كان في نيتها إصلاح- لكنها تنفق المزيد من الوقت والموارد من اجل تجنيد المزيد رجال الأمن لملاحقة المدونون والقضاء على أصواتهم، وبهذا يشارك هذا الفكر الحكومى الأمني الحديدي في إهدار المزيد من الموارد وبالتالي المزيد من الانهيار في الدولة وللمواطن والوطن بدل ان يكون هؤلاء المدونون نقطة وقود في محرك النهضة التي أوقفوها وهى دائرة.


من المدونين الذين أحدثوا صداعا فى رأس الحكومة كريم البحيري صاحب مدونة عمال مصر، والذي قبضت عليه السلطات، ورغم خروجه الا انه مازال فى مناوشات مع الأمن حتى الآن مصرا على ان يكون رأيه هو ما يقوله هو لا ما يريدون له ان يقوله، فقد رفض أن يسكت حتى بعد اعتقاله، وهو دليل على فشل الأمن في إسكات كل الناس،فقد أصبح الوضع في مصر من الصعب السكوت عليه، الشباب على المدونات يقولون لا شئ لدينا لنفقده، هكذا وصلت الأحوال وهكذا يفكرون ويصمدون، شئ ما قد تحرك في الجبل، بعضا من الجليد قد ذاب، ولا يمكن كما أرى انه سيقف، بل خرج كريم اقوى مما كان وأرسل رسالة إلى مبارك انقلها هنا من كلمة له على الفيس بوك

الرئيس لن نكون خارج نطاق الخدمة بعد اليوم وياليتك ترحل فى سلام
عفوا سيدى الرئيس لن نكون خارج الخدمة بعد اليوم بل سنتخذ قرارتنا بأنفسنا بنضالنا وانتزاعها من بين براثن حكومة رجال الاعمال التى ترأسهاسيدى الرئيس كفاك 27 سنة من حكم مصر تحت قانون غبى يسمى قانون الطوارىء كفاك زل للشعب المصرى فلن نقبل بعد اليوم ان نسير فى ذيل الحكومة بل سنصبح عمال وفلاحين وطلبة ومهنيين وشباب ونشطاء واميين اصحاب القرار ولن نقبل ان تستمر حكومتك فى اذلال هذا الشعبسيدى الرئيس ارحل فى سلام من كرسى الحكم قبل ان يأتى اليوم الذى يقوم فيه الشعب المصرى بتنحيتك من عليه بدون ارادتك وصدقنى سيكون يوم اظن انك لن تحب ما سيجرى فيه واعلم جيدا اننا لن نقبل بأن تورث الحكم لابنك فمصر لن تكون مملكة مرة اخرى فلن نقبل ان يحكمنا بعد اليوم حكم الفرد سيدى الرئيس ياليتك قبل ان تتنحى عن كرسيك ان تتخذ قرار واحد فقط يجعل الشعب المصرى يتذكرك بشىء وهو ان تصدر قرار رئاسى فورا بأطلاق صراح كل مسجونى الرأى فى مصر واولهم محمد مرعى ومسعد ابو فجر وممدوح المنير وكريم عامر والدكتور ايمن نور وان تصدر قرار بأطلاق صراح من حوكموا عسكريا من الاخوان وان لم تفعل اعلم اننا لن نصمت على حقوقنا وسننتزع حقوقنا بكل الطرق المشروعة سنظل نكتب ونهتف ضد الطوارىء وضد حكومة رجال الاعمال وشلة الحرامية من رجال الاعمال بالاضافة الى الكثير من الطرق التى ستراها تدريجياياليتك تعتبر كلامى نصيحة ولا اظن انه كما يقول البعض انك لا تعلم ما يحدث فى مصر بل انا متأكد انك تعرف الكبيرة والصغيرة ولكن ان لم تكن تعلم فعلا فهذه مصيبة اكبر من مصيبة معرفتك وصمتكسيدى الرئيس اعلم ان الشعب المصرى انتفض وعرف طريقة فلن نقبل تصدير الغاز لاسرائيل ولن نقبل ان يستمر اعتقال اصحاب الرأى ولن نقبل ان يحكم مصر مجموعة من رجال الاعمالسيدى الرئيس هذه رسالة من مواطن مصرى اعتقل فى سجونك الغابره وذاق مرارتها وعلم ان الحرية لن نحصل عليها الا بأنتزاعهاواخيرا الى شباب ونشطاء وعمال وفلاحيين ومهنيين وسياسيين مصر لنؤسس جبهة ائئتلاف وطنية من كل التيارات ونعمل فيما يتم الاتفاق عليه وكفانا صراع الافكار او صراع من سيصل اولا لكرسى الحكم لنقف يد واحدة ضد حكومة استباحت كل شىء وسرقت قوت شعبنا وحرمتنا من اقل متطلبات الحياةلنكن يد واحدة ضد احمد عز وغيره من من يتاجرون بمصالح وقوت شعبنا لنكن يد واحدة ضد قانون فرضه مجموعة من المنتفعين قانون غبى يسمى قانون الطوارىء لنقف ونطالب بحق تداول السلطة سلميا لنقف ونطالب بالافراج عن حرية الشعب المصري
هذا نموذج من المدونين الذين طالتهم يد الأمن، لا الأمن فلح في إسكاتهم ولا هم ركعوا، بل تحولت الى معركة خسرت السلطة فيها مصداقيتها أمام الرأي العام المصري والأجنبي وتشوهت سمعتها بإعلام جديد قوي نشط لا تستطيع مواجهته إعلاميا بإعلام قديم مهترئ متهالك ينفق الملايين عليه بلا طائل فحولت الملف إلى الأمن لتشتعل القصية وتخسر فيها السلطات ماء وجهها مرة أخرى بعد ان خسرت الكثير من قبل باكتشاف الخيانة في قطع شريان الحياة وإمداد إسرائيل به بتصدير الغاز اليها بأقل من سعر التكلفة، وفي كثير من القضايا الأخرى أيضا.


وهكذا تلعب المدونات اليوم دورا كبيرا فى الإعلام والتوعية ونقل الأفكار خاصة وان الجيل الجديد من الشباب أصبح محبا لهذا العالم منجذبا إليه فقد جذب هذا العالم الشرائح العمرية التي تمثل اغلبية في الشعب نظرا لملائمتها لظروف حياتهم في العصر الحديث، في هذا الاعلام الجديد تنتقل الأفكار فيه بحرية، وجرأة وشجاعة، كما تنتقل معها الأخبار شرقا وغربا، وبدلا من أن تكون وسيلة دفع لحركة الحياة في مصر اختارت الحكومة ان تتصادم معها لإسكاتها، فلا هي تسكت ولا الحكومة تريح نفسها، ويظل المدونون يشكلون مشكلة أصبحت مؤرقة للحكومة وصعبة الحل، فان التكنولوجيا الجديدة رغم كل المعوقات تنتشر ويخسر أمامها من يحاول إعاقتها، فهل تكون الحكومة بهذا قد اختارت الطريق الخاسر؟ أعتقد هذا.

ليست هناك تعليقات: