الأربعاء، 30 يوليو 2008

المعوقين و الحكومة المعوقة


المعوقين و الحكومة المعوقة






إذا كنا في أتم صحة وعافية فنحن نحمد الله، لكننا نعاني اشد المعاناة من الغلاء والبطالة والأمراض وسوء الأخلاق والوضع المتدهور الذي تعانيه بلادنا كما نعانى من التعامل مع حكومتنا المعوقة، فما بالنا إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا يحتاجون فقط إلى ما نحتاج إليه، بل أيضا إلى ما هو أكثر، أن تلفت لهم الحكومة المعوقة فتمنحهم ثقب ابرة يتنفسون منه، في ظل هذه المرارة التي نعيشها كيف يعيشون؟ الكثيرون أخذتهم الحياة وشغلتهم عن تلك القضية الكبرى ففيهم من الهم ما يكفيهم.

الكثيرون من ذوى الاحتياجات الخاصة يئنون ولا احد يسمعهم، يتألمون ولا احساس لدينا، يصرخون ولكن آذاننا صمت، بعض من تلك الحالات لا يمكنك ان كان لديك قلب الا ان تبكي وتشعر بألم الضمير من عدم تقديم الرعاية او المساعدة لهم، فما بال الحكومة لا يوجعها ضميرها، ام ان السلطات المصرية وعلى رأسهم فتوة الحارة لا ضمير لهم بعد كل الجرائم التي ارتكبوها، الا يشعر هؤلاء بأنهم سيقابلون الله يوما ما فيحاسبهم، او يستيقظ الشعب فيسحقهم! شيئا ما في ضمائر هؤلاء غير طبيعي الانسان اذا كان طبيعيا لا يمكنه الصمود امام ما نرى ونشعر به تجاههم. الكثير من اخواننا ضيعتهم الحكومة وسحقتهم وبدلت امنهم خوفا وطعامهم جوعا ورعايتهم رعبا ووقسوة وامالهم وطموحاتهم البشرية رمادا، أين يذهب اليتيم الفقير المعوق؟ وكيف للمعوقين في ظل تلك الظروف الساحقة لاغلب الشعب ان يجد وظيفة ويؤسس مسكنا ويعيش؟ اشعر بوجع في قلبي وانا اكتب هذا واتخيله، فاين الحكومة؟ ام انهم تفرغوا للسرقة والتعذيب والحفاظ على الكراسي؟ّ! شئ ما فى ضمائر هؤلاء الظلمة غير طبيعي فلا اشعر ببشريتهم، ولا بكونهم مصريين ايضا.

قرأت مدونة لاحدهم فتألمت، السيد رامز عباس، يحاول توصيل صوته وصوتهم لحكومتنا المعوقة، أنقل هنا نصوصا من مدونته فقد يمكن ان يتسرب اليك بعضا من الألم والى وضمائر البعدا في الحكومة هداهم الله او أخذهم وخلصنا منهم:

عندما تكن معاق- فأنك ترفس بكلتا قدميك
يعتقد البعض ان مؤسسات الدولة تقدم ماعليها ولكنني اشك بمثل هذة الاعتقادات الاقوال التي لا تقال الا لمزيد من الدعايه لمؤسسات عقيمة الفكر والرؤية الابتكارية لانتشالنا من واقعنا الاليم للغاية ان الدولة منشغلة بمشاهدة عدد ضخم من الاغلبيه الساحقة من الجمعيات الاهلية والمنظمات الغير حكومية التي فقدت بعض ادوارها بسبب التناحر فيما بينها قد اتعرض للاعتقال او الاعتداء جراء موقفي هذا اتمني الا يثنيكم

كوارث اهتمام الحكومات بالقوانين كديكور
يالله ... انها لكارثه ان نبتلي بتلك الاتفاقيات الغبية التي لن يصيبنا من وراءها طائل فلقد مر العام السابق والدول العربيه في سباق محموم للفوز باستضافة مؤتمرات منظمه الاحتواء الشامل واللجنة التنفيذية المسئولة عن وضع اتفاقيات تعزيز حقوق المعاقين لقد اندهشت حقا !!!!
فماذا ممكن ان يستفيد معاق؟ وهو اولا: جزء اصيل من مجتمع يدعي الرقي والاهتمام بحقوق الانسان ثانيا :واقع مفروض لا يمكن تجاهله الا من محبي الاستراتجيات الغبائيه التي لن تعود بالنفع سوى لمبتدعيها فقط لا غير
انني ادعوكم من هاكم المنبر الجديد لمتحدى الاعاقه
الي مزيد من المناشدة المدروسه لمحاوله تطبيق القوانيين التي تزيد من مساحه حريتنا وحقوقنا

هى فضيحة جديدة لحكومتنا المعوقة من المعوقين، استطاعوا تسجيلها على الأنترنت لتضاف إلى السجل الكئيب الأسود لانجازات الحكومة المزعومة بزعامة فتوة الحارة، انقذ الله بلادنا من تلك العصابة السيئة.

المشكلة الحقيقية هى أن المعاقين يبلغ تعدادهم ما بين 11 الى 15 مليون وهو رقم كبير ولا أدرى كيف يتسنى لحكومة ان تهمل مثل هذا العدد الكبير من المعوقين! انه اهدار لكرامة الانسان عندما يحتاج، واهدار لقدرات الدولة ودورها الواجب عليها القيام به واهدار لطاقات عدد كبير من سكان مصر يجب الاستفادة منهم.

وفي الحياة السياسية فانهم مهمشون، لا حقوق لهم ولا مجال ليتحركوا فيه، ومع الأمن فان الامن هو الامن صاحب الرائحة العفنة والمكانة المميزة فى كل مكان فى العالم يذكر فيها الامن المصري، فقد حاول بعض المعوقين الادلاء بصوتهم فى احد الانتخابات و اشتكى بعضهم من أنه لا توجد أي إمكانيات لمساعدة المعاقين على الإدلاء بأصواتهم، وأخذوا على القوى السياسية تجاهلها للمعاقين على عكس مرشحي جماعة الإخوان المسلمين "الذين نجحوا تماما في حشد السيدات والمعاقين"، حسبما قالوا.
وقال أحدهم: إن أحد ضباط الشرطة مزق ملصقا للمعاقين عبارة عن رسم كاريكاتوري لشخص يجلس على كرسي متحرك يحاول الوصول إلى الصندوق فيجد أمامه سلما مرتفعا ومكتوبا على الملصق "وأنا أيضا من حقي أن أشارك".

أتعجب عن تلك القلوب التي يحملها المسئولون في صدروهم تجاه مسئولياتهم امام الله عن هؤلاء الناس، فنحن نئن ونشتكي مر الشكوى من الحياة وقسوتها ومرارتها، فكيف يعيش هؤلاء؟ وكيف يتم اهمالهم بتلك الطريقة، فلا رعاية، ولا تأهيل لكي يحيون حياة طبيعية وسط المجتمع وللحصول على وظائف، واذا تأهلوا فلا وظائف ولا سكن ولا ، ولا، ولا، ولاحول ولا قوة الا بالله، {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74) سورة البقرة
لكنني أعرف الإجابة عن علامات الاستفهام التي أثرتها في هذا المقال من وجهة نظر الحكومة والمعلم الفتوة، فهم لا يتعاملون مع بضعة ملايين فقط من المعوقين، لكنهم يعتقدون أن الشعب بأكمله منهم وهم بهذا يحققون مبدأ المساواة في الظلم. قلبي عليكي يامصر. أنقذنا الله من تلك العصابة وانقذ مصر منها. ولكم الله ايها المعوقون فقد تخلينا كلنا عنكم وليسامحنا الله فقد شغلتنا الحكومة وعلى رأسهم فتوة الحارة بلقمة العيش والاضطهاد عن مد يد العون لكم.

ليست هناك تعليقات: