الخميس، 31 يوليو 2008

الخونة 6 (الخائن الأكبر)


الخونة – الحلقة السادسة (الخائن الأكبر)

استعراضي لسير الخونة من حكامنا السابقين خلال مراحل متشابهة لما نحن فيه الان قبل الوصول لتلك الحلقة كان هامة بالنسبة لى لعدة أهداف:
1- كيف كنا وكيف كانت كرامتنا وتاريخنا وانجازاتنا ودور الحاكم فينا، مقارنة هذا بما نحن فيه قد يشعرنا بمدى الانهيار البشع الذي وصلنا إليه ووصلت إليه كرامتنا وانحطاطنا
2- أن الحاكم الخائن وان خان من ناحية فانه فى النواحي الأخرى كان يقوم بدوره على أفضل وجه فقد كانوا يقومون بدورهم في التنمية والتخطيط وحماية الدولة والشعب والجهاد ورغم هذا لم تكن الشعوب لتسامحهم فتنقض عليهم لقتلهم اذا خرج عن الخط المرسوم له كحاكم
3- كيف كنا كشعوب فيما سبق لا نرضى إلا أن يقوم الحاكم بدوره ونقف فى وجهة لإسقاطه مهما كان الثمن والتضحيات ولا يمكن للحاكم أن يأمن على نفسه من عاقبة الخيانة من شعبه
4- أن انتماء شعوبنا لأرضها ودينها لا يتغير مهما كانت اتجاهات الحكام والضغوط أو الإغراءات الخارجية
5- أن الأطماع كانت تقف فيما سبق من الحكام على الكرسي، اما اليوم فقد تعدت هذا الأمر بكثير الى الطمع فى أرزاق الشعب وتغير دور الحاكم من رعاية الشعب الى سرقته ومن حمايته الى طعنه ومن امنه الى التأمر عليه مع اعدائه وتنفيذ مخططاتهم فيه، هذا لم يحدث من قبل فى التاريخ، وكيف يحدث وقد كانت الشعوب تهب فى وجه حكامها عند أول بادرة منه للانقلاب على دوره، اما اليوم فالشعب ينتظر الموت ويتألم فى صمت، تغير الحاكم والمحكوم، وكما نقول فى المثل الشعبي: قالوا لفرعون مين فرعنك قال ملاقتش حد يقول لا، او كذا يقولون ، وهو مثل توصل الحكماء إليه ويتطابق مع الآية الكريمة {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (54) سورة الزخرف.


نصل الآن إلى موضوع تلك الحلقة وهو الخائن الأكبر مبارك، ومن خلال السياق ربما سندرك أن المقارنات السابقة بينه وبين الخونة من أمثاله في تاريخ امتنا تجعل من عنوان الدراسة - الخائن الأكبر – صحيحة الى حد بعيد، او هكذا اعتقد أنا.

بدأ مبارك انجازاته الكبيرة في حياته من خلال الضربة الجوية في حرب 1973 التي أصبحت فيما بعد كالطبل يصم بها أعلامه أذاننا كأنه البطل الذي ما أنجبت الأمة مثله يوما ما، وتحت غطاء تلك الدعاية كان يمارس هذا الخائن الذي نتجرع مرارة خيانته فى كل يوم خياناته العظمى مع اسرائيل ومع العصابة الأفاقة من حوله الذين سلبونا القوت والرزق والحرية والحياة الكريمة والهواء النظيف والصحة الجيدة. ونحن لا نريد ان نسلبه حقه فى هذا الانجاز فلكل منا حسناته وسيئاته، لكن هذا يذكرني بحديث للرسول الكريم ربما يعرفنا كيف يحدث هذا التناقض الغريب فى تصرفات خائن من تلك النوعية، فقد وجد الناس رجلا يكافح بشجاعة وإقدام فذكروه بشجاعته واثنوا عليه عند الرسول فحدثهم الرسول وقال هو فى النار، فتعجب الناس وقام واحد منهم يتتبع الرجل ليعرف كيف يكون مثل هذا المجاهد الشجاع فى النار، فوجده وقد أصابه سهم لم يتحمل ألامه فقتل نفسه، عاد الرجل للنبي وقال والله انى لأشهد انك لرسول الله وابلغه بالحادثة فقال النبي فى معنى الحديث ان الله لينصر هذا الدين بالفاجر. ولو كان مبارك هذا الشجاع صاحب الضربة الجوية انتحر مثل هذا الرجل لأراحنا وربما استراح قليلا فى النار قبل ان يعذب كل هؤلاء البشر فيتحمل وزرهم معه، كلاهما شجاع وكلاهما كان موظفا يقبض ثمن عمله، لكن احدهما قتل نفسه والآخر قتل الناس. حكم النبي عليه بالفجر ولا نعرف لو كان بيننا النبي كيف كان يحكم على مبارك! لكن لا يضيع عند الله شئ، {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (42) سورة إبراهيم
ان كان هذا عن الانجاز الذي أصموا آذاننا به فماذا عن السيئات، قلبي يوجعني وانأ اكتب المقال متحدثا عنها، فما أثقلها بالفعل، تمنيت ألا افعل لكن ينبغي أن أقوم بهذا.

من قرأ كتاب بروتوكلات حكماء صهيون يدرك ان ما يحدث في بلادنا مستحيل له الحدوث دون تخطيط، فمستحيل ان تغرق مصر في الديون بهذا الكم الرهيب ولا نعرف اين تذهب، ومستحيل ان تغرق مصر فى الانهيار الفكري والثقافي والعلمي بهذا الشكل دون تخطيط، ومستحيل ان تحدث تلك الفجوة بين الحاكم والمحكوم دون تخطيط، ومستحيل ان تغرق مصر فى الأمراض والسرطانات والتلوث بتلك البشاعة دون تخطيط، ومستحيلان تغرق مصر فى الانهيار الأخلاقي والفساد الفني دون تخطيط، ومستحيل ان تنهار الصناعة والزراعة والتجارة في مصر بهذا الوضع دون تخطيط، يمكنك ان تقيس على هذا باقي نواحي الحياة والتي جاء ذكرها فى بروتوكلات حكماء صهيون، واضحة المسألة هى اذن بعد كل هذا الزمن من حكمه مصر، إن من يحكمها يتآمر عليها ويسلمها لأعدائها لتنفيذ مخططاتهم فيها، يعذب أهلها ويدمر حضارتهم وانجازاتهم، الدلائل كثيرة لا حصر لها توجع القلب والمرارة أيضا إذا ذكرناها، منها المعونات التي يدخل اغلبها لجيوب أصحابها، ومنها الاتفاقيات السرية والعلنية التي نعرف بعضها ويختفي عنا بعضها مثل اتفاقية الكويز التي ركعت مصر للاقتصاد الإسرائيلي، منها بيع الغاز بأقل من سعر التكلفة لإسرائيل واسبانيا التي تقوم بإعادة بيعه لليابان بخمسة أضعاف سعره، منها بيعهم الفول والأرز لإسرائيل بأسعار زهيدة اقل مما يمكن للمواطن داخل بلده الحصول عليه به، منها منح إسرائيل خيرات سيناء مجانا من المعادن، منها جعل ارض مصر مختبرا لعلماء إسرائيل في المجال الزراعي للتدريب على كيفية تدمير الشعب والأرض معا بالأمراض التي تهلك الأرض والناس، منها بيع ارض مصر وشركاتها لإسرائيليين، قد أكون أغفلت البعض و لا اعلم الكثير، لكنها شواهد تدمي القلب وتفجر الدماغ، كلها تقول إن إسرائيل لو كانت احتلت مصر ما استطاعت أبدا تحقيق ما حققه لها هذا الخائن الأعظم.

ومن ناحية دور مصر إقليميا وعالميا، فقد انهارت مصر وولى زمانها ولم يعد لوجودها قيمة بعد ان كانت توازنات المنطقة إقليميا هي عموده الفقري، وأصبحت تابعا ذليلا لإسرائيل القائد والأخ الأكبر لدول المنطقة، ولم يعد بمقدور مصر حتى فتح حدودها مع غزة للمساعدة ولو إنسانيا إلا بعد إذن من إسرائيل، ألهذا وصلت الأمور!! ناهيك عن انهيار دورها عربيا وإفريقيا وأصبحت إسرائيل بدعم من أمريكا صاحبة اليد العليا فى المنطقة تتنافس مع إيران وتركيا على قيادتها وبسط نفوذها ومشاريعها على كل الدول الإسلامية والعربية في منطقتنا وفي إفريقيا أيضا.

وعن الخصخصة وبيع انجازات هذا الوطن وشعبه التي ظل سنينا يبنيها بعرقه فقل ما شئت كيفما شئت، فان الشركات تباع لشركات أجنبية بأقل من سعرها الأصلي وربما بأقل من النصف أيضا ورغم وجود مشترين مصريين الا انه يحرم عليهم، وسنجد أنفسنا بعد فترة نعمل لدى الأجانب في بلادنا ونعيش على أرضهم فى بلادنا وإذا غضبوا علينا ربما طلبوا ترحيلنا منها بعد ان يجدوا لنا منفى فى موزمبيق او رواندى ولنبحث عندها عن إنشاء دولة للمصريين فى مكان آخر، ووصلت الأمور مؤخرا إلى الحديث عن بيع مياه نهر النيل وهو مخطط جارى تنفيذه بالفعل، وربما يليه النيل نفسه أيضا على ان نشتري نحن منه ما نحتاج من مياه! أتعجب؟ انا أيضا أعجب ولكنني لا استبعد حدوثه فنحن نستورد الغاز بأسعار عالمية بينما نبيعه بأسعار اقل من سعر التكلفة، ونزرع الكنتالوب بينما لا نجد قمحا نأكله!! لا تعجب اذن فهي مخططات ولا فرق لدى هؤلاء بين هذا وذاك طالما من اجل ارضاء عيون أحبابهم الصهاينة الذين يرسمون لهم مخططاتهم ويحمون لهم العرش وسمعنا كلاما عن خصخصة قناة السويس أيضا، وكلما ابتلع الشعب جزءا بدءوا في تنفيذ ما يليه من أجزاء.

أما عن تدمير الصناعة والتجارة والزراعة فقد خطط له منذ زمن بعيد بفرض الضرائب القاتلة وتعقيد إجراءات الجمارك وخنق رجال الأعمال والاستيلاء على فرص الاستثمار وغلق البلد فى وجه الاستثمارات الأجنبية من خلال الفساد وخنق رجال الأعمال المصريون حتى يهرب منهم من يهرب للخارج، وسهلوا فرص الهروب بالأموال لهم لكي يكون منفذا لهم للعمل بأموالهم فى الخارج ومنفذا للحرامية لكي ينهبوا أموال الشعب ويهربوها للبنوك الاجنبية حتى وصلت المبالغ المهربة الى جزء كبير من الدخل القومي، وشجعوا الاعمال الخدمية كالسياحة والمواصلات على حساب الانتاج والتعدين والتصنيع وضغطوا على الباحثين والعلماء وأساتذة الجامعة لكي يهربوا مثل فاروق الباز وزويل ومجدي يعقوب او يقتلوهم مثل جمال حمدان وسعيد بدير او يقمعوهم فيظلوا صامتين حتى يحدث الانفجار مثلما حدث من اعتصامات أساتذة الجامعات ولم تعد اسرائيل فى حاجة الى قتل هؤلاء العلماء مثلما كانت تفعل من قبل بل قام الرئيس نيابة عنهم بتنفيذ مخططاتهم، وكان فى هذا ضربة قوية لاقتصاد هذا البلد الذي توقف فيه او كاد حركة البحث العلمي، والمتبقي منها إما يعمل لإضافة قيمة لما توصلت له الأبحاث العالمية دون اية مراعاة لما يحتاجه الوطن او أصبحت أبحاثا مضافة الى الرفوف الممتلئة يعلوها التراب ولا قيمة للمجهود المبذول فيها، فكان خنق الاقتصاد من كل الطرق، طريق رفع أسعار الأراضي والخدمات والضرائب على رجال الأعمال وزرع الفساد والرشوة فى كل مكان وخنق حركة الاستيراد للمواد الخام اللازمة للتصنيع وقتل حركة البحث العملي ومن يفلت منكل تلك المعوقات ويستطيع الإنتاج عليه ان يقبل شراكة ابن الرئيس له!
انهارت الصناعة وأصبحنا نعتمد على الاستيراد، وركعت الزرعة ولم يعد أمامنا ما نأكله الا الخضروات والفواكه المسرطنة عديمة القيمة الغذائية، وتداخلت حركة التجارة مع انهيار القيمة فاصبحنا نستورد فوانيس رمضان من الخارج فانهارت الصناعات الاصيلة اليدوية الجميلة واصبحنا نستورد ونصدر ما يربح منه الكبار لا ما يحتاجه الشعب وقضايا الفساد فى هذا الخصوص من استيراد لحوم غير صالحة والعاب مسرطنة وغيرها اكثر من ان نحصيها في مقال، ومن المستحيل ان يحدث هذا دون تخطيط لإغلاق منافذ الخير لهذا الشعب وفتح منافذ الرشوة والفساد والانحلال والتدمير، هى اجندة عدائية اذن ينفذها هذا الخائن لهم.

وعادة فان الخونة فيما سبق كانوا يتجاوزون الخطوط الحمراء للشعب في مسالة أو أكثر، أما هذا الخائن فقط تجاوز كل الخطوط في كل شئ تقريبا وبحسب ما يتساهل فيه الشعب ويقبله،وكلما قبل شيئا فرض الخائن آخر، فقد سرق الخائن فى قوت الشعب مع عائلته حتى سمن هو ومعاونيه من دم اليتامى والفقراء والمعدمين وقتلى العبارات والقطارات وحوادث الأتوبيسات الشهيرة والمعدومين ومن لا يجدون قوت يومهم والعاطلين عن العمل والمظلومين والمصابين بالسرطانات والأمراض الخبيئة والمقتولين فى بواخر الهجرة والموت، ولم أرى حاكما من الحكام الخونة فيما سبق كان حريصا على السرقة مثلما فعل هذا الخائن، فقد امتص دم هذا الشعب الساكت بالضرائب، ومن المعونات التي وصلت حدا خرافيا وكانت توضع اغلبها باسمه هو والمقربين فى حساباته فى البنك وما تبقى منها كانت تخصص لمشاريع غير تنموية يقوم بها شركات الجهة المانحة ببواخر من البلاد المانحة والعاملين من البلاد المانحة اى كانت لتشغيل اقتصاد تلك البلاد بفوائد يدفعها هذا الشعب من قوته، العجيب ان الخائن كان يقوم من فترة لأخرى بعمل حملات يشجع فيها الإعلام الحكومي الشعب لتسديد ديون مصر التي أكلها الخونة، وكلما هبطت الديون تعود للارتفاع، وبعد حرب الخليج الأخيرة التي باع فيها الخائن العراق وتعاون مع قوات الاحتلال الأمريكي وفتح لهم قناة السويس في مقابل مسح الديون عادت مرة اخرى قريبا لنجدها وقد ارتفعت ارتفاعا جنونيا، الا يشبع هؤلاء الخونة؟ كم من المليارات او الترليونات سرقوها ولم يكتفوا، أما الشباب الباحث عن عمل بمبالغ مهينة للكرامة البشرية ولا يجدون تكون تصريحات المسئولين وقتها ان العمل موجود لكن الشباب لا يريد العمل الجاد بل يريد الجلوس على المكاتب، لم يعد حتى الحياء من الله ولا من الناس موجودا فيهم، تخطت بجاحتهم كل حدود اللياقة والأدب في السرقة ثم التصريحات بعد السرقة، وأصبحنا نجد من هؤلاء أغنياء يعدون من صفوة أغنياء العالم يعيشون على ارض يعاني سكانها من الفقر و المرض والبطالة والمواصلات والحياة الكريمة والحرية، وأصبحت السرقة هي الطريق للثراء وللوصول للمناصب بجوار الخائن الأعظم الذي سرق فما ترك شيئا وهى من غرائب حكامنا الخونة الذين كتبت عنهم.

ولم تتوقف المسألة عند تلك الحدود فالعادة ان من طبائع الحكام إنهم إذا ضغطوا على الشعوب من ناحية فإنهم ينفسوا عنهم من ناحية أخرى لكن هذا الخائن لم يسمح بهذا التنفيس الا بقدر ما يمنع الثورة، فقد حرم الناس من الرزق والمواصلات والتعليم الجيد وحرم البلد من قيام الاقتصاد القوي ومن النهوض العلمي وزاد على كل هذا حرمانهم من الحرية أيضا، فمن ليس معي فهو ضدي يجب تأديبه في السجن او قمعه او التضييق عليه ببعض القضايا والاهانات أو تسليط امن الدولة عليه ذلك الجهاز البشع المكرس لتعذيب الناس في بلادي بلا رحمة وعطل القوانين وفرض قانون الطوارئ لمدة حكمه بالكامل حتى وقت كتابة هذا المقال وهو ما لم نرى مثيلا له فى كل العالم وهو بهذا قد حقق الكثير مما لم يحققه أمثاله من الخونة فى التاريخ القديم او الحديث والمعاصر ويستحق ان يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، أنا أرشحه لهذا وأتمنى ان يقبلوا الترشيح ليشظل اسمه مسجلا خالدا فى تاريخ البشرية بتلك الانجازات الحقيرة.

واذا كانت الخيانة والسرقة وتركيع الاقتصاد ودور مصر الإقليمي والعالمي هي الدور الذى قام به لربما كان المصاب عظيما ولكنه ليس بحجم تلك الخيانة الفظيعة التي أدتها بقيامه للترويج للمشروع الصهيوني بين الدول العربية وتدخلاته الدائمة في تلك الدول لقبولها بقيام علاقات طبيعية مع إسرائيل والتبادل التجاري معها، ثم انه قام بدور أخبث فى ضرب الحركات المقاومة لإسرائيل ومناهضة حماس وتعذيب رجالها الموجودين فى مصر للإدلاء بمعلومات لصالح إسرائيل والتدخل الدائم في القضية الفلسطينية لمساعدة اسرائيل فيما تريد الحصول عليه من الفلسطينيين، وأصبح النظام المصري في عداء دائم مع كل مشاريع المقاومة مثل سوريا وحزب الله وإيران ويختلق معها المشاكل دائما وكأنه حائط الدفاع الأول عن المشروع الصهيوني في المنطقة، هذا أيضا من عجائب خيانته إلي لم أجد لها مثيلا في التاريخ، فقد يخون الحاكم مرة او مرتين ضد قضايا وطنه اما بهذا الشكل فلم ارى ولم أتخيل ان يحدث أيضا.

انهارت مصر، وركع شعبها وهو ما لم يستطع الأعداء أخذه منها، نفذ لها الخائن الأعظم مخططاتها ولا أظنه استطاع تنفيذ هذا دون العوامل التالية:
1- ان ينفذ المخططات الموضوعة بدقة ومهارة عالية من الخراج
2- قدرتهم على تطويعه لإرادتهم في مقابل بعض مصالح شخصية له ولمن حوله
3- قدرته هو على النفاذ وإيجاد من يساعده في تنفيذ تلك المخططات ممن لديهم القدرة على إطاعة الأمر دون مراجعة الضمير وممن يسرهم الله للنار معه
4- سلبية شعب مصر وتخليهم عن كل مشاريع المقاومة مثل الإخوان والناصريين وغيرهم ممن شكلوا رفضا حقيقيا لحكمه

بدون تلك العوامل ما وصلت مصر وشعبها إلى ما وصلوا إليه الآن، وما يحدث في مصر يشكل منعطفا لأخر لتعليمات حكماء صهيون الذين وضعوا من تعليماتهم أحدث انشقاق وكراهية بين الحاكم والمحكوم تجعل من استقرار تلك الشعوب ورفاهيتها امرا صعبا.

ما يمكن ان نستخلصه من سيرة الخائن الأعظم أوجزه فيما لي:
- أن الله ينصر أحيانا الدين او الوطن بالفاجر، فقد نصر الله هذا الشعب بهذا الخائن فى حرب أكتوبر، ولا معنى لان نهلل لتلك الانجازات فقد كان يؤدي دورا وقتها مثله مثل اى جندي ولنأخذ مثلا الجندي عبد العاطي الذي دمر وحده 26 دبابة من دبابات العدو ثم مات متعبا ممتلئا قلبه بالجراح مما فعله به هذا الوطن عقابا له على ما فعل، فما الفارق بين ان نحرم هذا ونضيق عليه وهو بطل حقيقي بينما نهلل لفاجر ذو بطولة زائفة ونعطيه كل شئ حتى لم يعد تبقى اى شئ!!
- أن سكوت الشعب يؤدي للكوارث عليه هو في المقام الأول، فلولا سكوت الشعب على هذا الخائن لما وصلنا لما وصلنا إليه الآن
- لم يكن السكوت فقط على الخائن بل على أعوانه أيضا فلو ان هؤلاء الأعوان الخونة كان لهم عقابا رادعا من الشعب لتردد الكثيرون منهم في طاعته ولما وجد أمامه إلا ان يرضخ لإرادة الشعب ومصالحه
- انهيار القيمة الدينية داخل المجتمع أدت إلى وجود أشخاص في الأمن وخاصة جهاز امن الدولة سئ السمعة لا يخافون من الله ولديهم القدرة على قتل ضمائرهم،فقد أصبح الدين أيضا دينا حكوميا يزرعون ما يشاءون و ينزعون ما يشاءون
ولا عودة لمصر إلا بقيام الشعب بدوره للدفاع عن نفسه وللعلماء بقيادة هذا الشعب من جديد كما كان يحدث بدلا من خضوعهم للخائن، وارى في الليالي السوداء القادمة بشائر خير لكن الخير فى قلبها لن يظهر إلا بعد أن نرى وجهه أولا من خلال أيام دامية سيمر بها هذا الوطن تكفيرا لهذا الشعب عن أخطاؤه الدائمة في السكوت عن حقوقه وما اغتصبه منه هذا الخائن الأكبر الذي حقق انجازات في الخيانة لم اقرأها او أشاهدها من قبل يستحق عليها جائزة مثل جائزة نوبل في الخيانة وهى غير موجودة بالطبع، اقترح إنشاؤها وتكون الجائزة هى الإعدام.

ليست هناك تعليقات: